دخل الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقوده رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في مواجهة صعبة داخل البرلمان، ليس فقط ضد خصميه الأساسيين في المعارضة الحزب الشعبي وحزب “فوكس”، ولكن أيضا أمام حليفه في الحكومة الائتلافية تحالف “سومار” اليساري، وذلك بسبب مجموعة من القضايا التي تهم العلاقة مع المغرب.
واليوم الخميس، صوت مجلس النواب الإسباني على مجموعة من النقاط التي قدمها الحزب الشعبي، أكبر كتلة في البرلمان، على شكل اقتراح غير مُلزم قانونا للسلطة التنفيذية، وفي مقدمتها تحديد أجل 90 يوما لإنهاء المفاوضات مع المغرب بخصوص فتح الجمارك التجارية على المعبرين الحدوديين لمدينتي سبتة ومليلية المتنازع عليهما.
بخصوص هذه النقطة صوت عليها بالرفض كل من الحزب العمالي الاشتراكي وحليفه “سومار” في حين تصدر نواب الحزب الشعبي وحزب “فوكس” قائمة المصوتين لفائدة هذا المقترح إلى جانب مجموعة من الأحزاب الإقليمية الأخرى، في حين اختارت بعض التشكيلات الحكومية التي تمثل إقليمي الباسك وكتالونيا الامتناع عن التصويت.
وينص المقترح على حث الحكومة المركزية على الشروع في مفاوضات مع المغرب للوصول إلى اتفاق نهائي بخصوص عودة الأنشطة التجارية بشكل نظامي على جانبي حدود مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للحكم الذاتي، على أن يكون ذلك داخل أجل 90 يوما، استنادا إلى مخرجات الدورة 12 للاجتماع رفيع المستوى الذي احتضنته الربا في بداية فبراير 2023.
لكن نواب “سومار” صوتوا مع الأحزاب اليمينية على مقترح يحث الحكومة الإسبانية على إبلاغ نظيرتها المغربية بالموقف الذي اتخذه مجلس النواب في 23 مايو 2024، عندما دعا سانشيز إلى ما وصفه “التراجع عن موقفه الأحادي بشأن الصحراء”، والعودة إلى ما يعتبرونه “الموقف الحيادي” من الملف.
ورفض الحزب الاشتراكي العمالي أيضا التصويت على مقترحات تتعلق بالمفاوضات الجارية حاليا مع المغرب بخصوص نقل إدارة المجال الجوي للصحراء إلى الرباط، وكذا ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية بين البلدين بين الأقاليم الصحراوية وجزر الكناري، والتي تضمن “التزامات بتنفيذها بما يحافظ على السيادة الإسبانية”، وللمفارقة فإن حزب “فوكس” اليميني المتطرف امتنع عن التصويت على هذا المقترح، في حين صوت لفائدته نواب “سومار”.
ووقف حزب سانشيز بمفرده في مواجهة باقي التشكيلات السياسية بخصوص مقترحين، الأول يُحث على دعم أنشطة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء والمبعوث الأممي الخاص ستافان دي ميستورا، مع الحفاظ على “الحياد المطلق” في النزاع، والثاني، يُدعو إلى “زيادة التعاون في مخيمات اللاجئين الصحراويين بما يتناسب مع التعاون مع المغرب”.
كواليس الريف: متابعة
20/06/2024