كشف تحقيق لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية عن تزايد كبير في أعداد المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين يسعون للوصول إلى المملكة المتحدة، إثر تشديد القوانين في ألمانيا وتسريع إجراءات الترحيل للمرفوضين في طلبات اللجوء. العام الماضي، سجلت ألمانيا أعلى معدل طلبات لجوء منذ 2016، حيث وصل عددها إلى أكثر من 351 ألف شخص، مقارنة بنحو ربع هذا العدد الذين وصلوا إلى بريطانيا.
وفي محاولة للتصدي للهجرة غير الشرعية، أعلنت الحكومة الألمانية عن قوانين أكثر صرامة، تشمل قرارات أسرع بشأن طلبات اللجوء وزيادة في عمليات الترحيل. وبناءً على الإحصاءات الرسمية، ارتفعت عمليات الترحيل بنحو الثلث بين يناير وأبريل، حيث بلغ عدد المرحلين أكثر من 6300 شخص.
ويتعرض العديد من اللاجئين في ألمانيا، خاصةً العراقيون، لتهديدات جديدة بالترحيل بعدما تم إخبارهم بأن بلادهم أصبحت آمنة للعودة إليها، مما أثار موجة من القلق والاحتجاجات من قبل المتضررين.
بعد أزمة اللاجئين في 2015 والتي أعلنت خلالها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن “سياسة الباب المفتوح”، تعرضت لانتقادات حادة وزاد دعم الأحزاب اليمينية، مما أدى فيما بعد إلى تعديلات في السياسة الهجرية. لا تزال ألمانيا تحتفظ بمكانتها كواحدة من أكبر الدول المضيفة للاجئين في العالم، رغم التحولات الأخيرة التي شهدتها السياسة الداخلية.
التحديات الإنسانية والقانونية: معضلة اللجوء والترحيل
من جهة أخرى، أظهرت شهادات للاجئين أن عمليات الترحيل تثير قلقًا كبيرًا بين الأشخاص الذين يرون أن حياتهم في خطر في بلدانهم الأصلية، مما يدفعهم للبحث عن طرق جديدة للوصول إلى بلدان اللجوء مثل بريطانيا، بغض النظر عن التكاليف والمخاطر التي قد تواجههم في هذا المسعى.