في أعماق الصحراء الشرقية المغربية، حيث تمتد المساحات الشاسعة وتتوزع المدن والقرى الصغيرة، يواجه سكان الجنوب الشرقي المغربي أزمة حادة في خدمات الاتصالات. ضعف شبكات الهاتف والإنترنت، الذي بات يؤرق الحياة اليومية للسكان، دفع بالعديد منهم إلى البحث عن بدائل تلبي احتياجاتهم الأساسية. هذه المشكلة تفاقمت مع تزايد الاعتماد على خدمات الاتصالات في الحياة اليومية، ما جعل أصوات الانتقاد ترتفع ضد شركة “اتصالات المغرب” التي يصفها البعض بالعجز عن توفير خدمات تلائم تطلعات الزبائن.
خلال جولة ميدانية شملت عدة مدن وقرى في المنطقة، أبدى العديد من المواطنين والمسؤولين استياءهم من ضعف خدمات “اتصالات المغرب” مقارنة بأسعارها المرتفعة. محمد برطين، صاحب فندق في زاكورة، عبر عن معاناته اليومية من انقطاعات متكررة في شبكة الهاتف والإنترنت، مما أثر سلبًا على أعماله. في ورزازات، أضافت الطالبة فاطمة تجربتها السلبية خلال فترة الجائحة، حين كان من شبه المستحيل متابعة المحاضرات عن بعد بسبب ضعف الإشارة، ما اضطرها للانتقال إلى شركة أخرى لتأمين استمرارية دراستها.
من جهته، أكد عبد الله أيت الصغير، منعش سياحي في تنغير، أن ضعف الشبكة لا يؤثر فقط على الحياة اليومية بل يمتد ليؤثر على السياحة، حيث يعتمدون بشكل كبير على الحجوزات الإلكترونية والتواصل مع السياح. في ذات السياق، أشار رئيس جمعية محلية في ميدلت إلى أن ضعف البنية التحتية للاتصالات يعرقل التنمية الاقتصادية ويزيد من نزوح الشباب بحثًا عن فرص أفضل. في هذه الأثناء، تتصاعد الانتقادات لشركة “اتصالات المغرب” مع توجه المزيد من الزبائن نحو شركات أخرى مثل “أورانج” و”أنوي” التي تقدم خدمات ذات جودة أفضل وبأسعار أقل، مما يهدد مكانة “اتصالات المغرب” في السوق المحلية.
22/08/2024