بعد يومين من تعيينه، أعلن وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي أنه تلقى مكالمة هاتفية، في 27 غشت الماضي، من نظيره المغربي ناصر بوريطة، الذي حرص على تهنئته “على الثقة الكبيرة التي منحه إياها الرئيس”، رغم التوتر الذي يسود بين البلدين منذ غشت 2022.
وسبق في غشت 2022 أن اندلع أعنف أزمة بين تونس والمغرب، وذلك حينما استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد د زعيم جبهة “البوليزاريو” ، إبراهيم غالي، بكل التشريفات المخصصة لرئيس دولة خلال قمة اليابان-إفريقيا التي عُقدت في تونس.
يعتبر هذا الاتصال تواصل دبلوماسي تلقائي بين الطرفين، ومع ذلك، هل يمكن اعتبار هذه المكالمة الهاتفية، التي أكد فيها وزيرا الخارجية “عمق وصلابة الروابط الأخوية بين الشعبين ورغبتهما المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي”، علامة على تقارب فعلي؟، وهل يمكن أن يعني ذلك أن تونس قد تفكر في الابتعاد عن الجزائر والتقرب من الرباط؟
لا شيء مؤكد، ففي اليوم السابق لاتصاله ببوريطة، خصص محمد علي النفطي واحدة من أولى مكالماته كوزير للخارجية التونسي لنظيره الجزائري أحمد عطاف.
استئناف الحوار بين المغاربة والتونسيين جاء بعد أقل من أسبوعين من احتفالية الذكرى الثمانين لإنزال “بروفانس”، والتي حضرها دبلوماسيون من البلدين.
ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها مجلة “جون أفريك”، كانت المناسبة فرصة لحوار غير رسمي وودي بين ممثلي البلدين.
لكن مع استبدال وزير الخارجية التونسي في إطار التعديل الكبير الذي أجراه الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 غشت، لم يكن هناك ضمان بأن تستمر العلاقات الدبلوماسية في التحسن على أساس هذا التواصل التلقائي المسجل في “سان رافائيل”.
نبيل عمار، الذي أثار الكثير من الجدل، كان يأمل في وقت ما أن يتولى منصب رئيس الحكومة الذي كان قيس سعيد يُلمّح إليه، وفقًا لمصادر ذات المجلة دائما، لكن آماله خابت.
أما خلفه، فهو ليس إلا وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية في حكومة هشام المشيشي، قبل إقالته في نهاية يوليوز 2021، أي قبل الأزمة الدبلوماسية التي ما زالت آثارها قائمة، والتي أنهت حياد تونس في قضية الصحراء لصالح خط مؤيد للبوليساريو، وبالتالي مؤيد للجزائر.
في 22 أبريل الماضي، وأثناء اجتماعهم في تونس، أعلن رؤساء الجزائر وتونس وليبيا عن تشكيل تحالف إقليمي ثلاثي، وهو شبه اتحاد للمغرب العربي مستبعدًا المغرب.
نواكشوط، التي دُعيت للانضمام إليهم، فضلت الامتناع عن الحضور، ومنذ ذلك الحين، لم يحدث شيء ملموس بين المغرب وتونس، رغم الوعود بلقاءات دورية وتعزيز التعاون في مجالات مختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تحدث في نهاية ولاية قيس سعيد وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية في تونس، التي تعتبر نتيجتها متوقعة للغاية.
31/08/2024