في سياق الجدل الدائر حول إعادة فتح الجمارك التجارية لمعبر باب مليلية، نشرت صحيفة الفارو دي مليلية تقريراً استعرض فيه الانتقادات الحادة التي وجهتها فضيلة مختار، المتحدثة باسم حكومة مليلية، للحزب الاشتراكي الإسباني (PSOE). واتهمت مختار الحزب والحكومة المركزية بالتعامل مع القضية بطريقة تفتقر إلى الشفافية، ما يهدد المصالح الاقتصادية للمدينة ويزيد من حالة عدم اليقين بين سكانها.
وصفت مختار المعلومات المنتشرة بشأن إعادة فتح الجمارك التجارية بـ”المضللة”، منتقدة الحزب الاشتراكي لعدم تقديمه أي توضيحات رسمية حول ما يتم تداوله في وسائل الإعلام. وأكدت أن هذا الغموض يترك المجال مفتوحاً للشائعات، مما يزيد من القلق لدى سكان مليلية الذين يعتمدون على الجمارك التجارية بشكل أساسي لدعم اقتصاد المدينة.
أكدت مختار أن حكومة مليلية برئاسة إمبروضا تضع مصالح السكان على رأس أولوياتها. واعتبرت أن أي محاولة لإعادة فتح الجمارك بشروط غير عادلة قد تكون لها تداعيات خطيرة على الاقتصاد المحلي، خاصة إذا تم فرض قيود تجعل مليلية في وضع أقل تفضيلاً مقارنة بباقي الأقاليم الإسبانية.
وجهت مختار انتقادات لاذعة لمندوبة الحكومة المركزية، متهمة إياه بعدم الجدية في التعامل مع الملف. وأشارت إلى أن المندوبة ركزت جهودها على مهاجمة رئيس المدينة بدلاً من تقديم حلول أو توضيحات للرأي العام. كما وصفت زيارة مندوبة الحكومة إلى “الحدود الذكية” بأنها مجرد محاولة للتغطية على التقصير الحكومي، ووصفتها بأنها “استعراض إعلامي” لا يعكس أي تقدم حقيقي في المفاوضات.
في استعراضها لتاريخ الجمارك التجارية، ذكّرت مختار بأن الإغلاق الأحادي الذي تم في غشت 2018، بعد وصول حكومة بيدرو سانشيز إلى السلطة، شكّل ضربة قوية لاقتصاد مليلية. ورغم أن حكومة مليلية آنذاك عبّرت عن احتجاجها رسمياً، إلا أن الحكومة المركزية تجاهلت تلك التحذيرات ولم تقم بأي خطوات لحل الأزمة، مما جعل المدينة في وضع اقتصادي صعب.
أوضحت مختار أن إعادة فتح الجمارك يجب أن تتم على أسس عادلة ومتساوية مع الأقاليم الأخرى في إسبانيا، محذرة من أن أي تمييز ضد مليلية يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق المدينة وسكانها. وأكدت أن استمرار الحكومة المركزية في تجاهل هذا الملف يعكس عدم التزامها بمصالح المواطنين في المدينة.
في خطوة تصعيدية، طالبت مختار باستقالة مندوبة الحكومة المركزية في مليلية، مشيرة إلى أنها فشلت في إدارة القضية بشكل مسؤول واختفت عن الأنظار في لحظة حاسمة كان يجب فيها أن تقدم توضيحات للسكان وتدافع عن مصالحهم.
اختتمت مختار تصريحاتها بالتشديد على أهمية الشفافية في المفاوضات مع المغرب، مؤكدة أن سكان مليلية لديهم الحق الكامل في معرفة تفاصيل الاتفاقيات التي يتم التفاوض عليها نيابة عنهم. وأشارت إلى أن حكومة مليلية لن تتوقف عن المطالبة بحقوقها والدفاع عن مصالحها، ولن تقبل بأي تسوية تنتهك حقوق المدينة الاقتصادية والسياسية. ودعت الحزب الاشتراكي ووفد الحكومة المركزية إلى تحمل مسؤولياتهم والعمل على إيجاد حلول عادلة تحمي مصالح سكان مليلية وتعزز من استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.
04/01/2025
