تراجعت تل أبيب في اللحظات الأخيرة عن قرار تسليم مئات الدبابات من طراز “ميركافا” للجيش المغربي، رغم التفاهمات المسبقة بين الطرفين، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية. ويعود هذا القرار إلى إعادة تقييم شاملة لقدرات إسرائيل الدفاعية في ظل التطورات الإقليمية والدولية التي أعقبت حرب غزة، ما دفع القيادة العسكرية إلى مراجعة حساباتها بشأن ترسانتها المدرعة.
وكانت إسرائيل قد سحبت هذه الدبابات من الخدمة سابقًا ضمن خطة تهدف إلى تقليص الوحدات المدرعة التقليدية لصالح أنظمة قتالية أكثر تطورًا تعتمد على الطائرات المسيرة والقدرات السيبرانية. غير أن الحرب متعددة الجبهات التي تخوضها أظهرت الحاجة الملحة للدبابات في المعارك البرية، ما دفع القيادة العسكرية إلى وقف تفكيك هذه الترسانة وإعادتها للخدمة بعد تزويدها بأحدث أنظمة القتال والتسليح، في تحول بارز يعكس تغيّر الأولويات الدفاعية.
ويمثل هذا القرار تحوّلًا استراتيجيًا في العقيدة القتالية الإسرائيلية، حيث أصبح واضحًا أن الرهان الحصري على التكنولوجيا المتقدمة لا يكفي لتعويض القوة المدرعة في أرض المعركة. وبناءً على ذلك، قررت إسرائيل تشكيل وحدات جديدة حول هذه الدبابات المعاد تأهيلها، في خطوة تشير إلى إعادة الاعتبار للقوات البرية في المواجهات المستقبلية. ويتزامن ذلك مع تعيين رئيس أركان جديد يحمل رؤية تركز على استعادة التوازن بين القدرات الهجومية الحديثة والوسائل التقليدية التي أثبتت فاعليتها في الميدان.
03/02/2025