تزامنًا مع استعداد الأحزاب السياسية لخوض غمار الانتخابات التشريعية لعام 2026، تبرز مبادرات مدنية وأكاديمية تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية للشباب، في ظل رهانات على تحقيق نسب مشاركة مرتفعة. في هذا السياق، تم الإعلان عن إطلاق “أكاديمية الشباب المغربي”، وهي مبادرة تهدف إلى خلق فضاء للحوار والنقاش حول الديمقراطية التمثيلية، بمشاركة خبراء سياسيين وأكاديميين. المبادرة، المقرر انطلاقها في مارس المقبل، ستشهد تنظيم لقاءات عن بُعد لمناقشة قضايا محورية، أبرزها دور الشباب في الحياة السياسية، وإدارة الشأن العام، والمشاركة النسائية في صنع القرار السياسي.
وأكد عباس الوردي، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بالسويسي، أن هذه المبادرة ستعقد لقاءات نصف شهرية لرصد العوائق التي تحول دون انخراط الشباب في المشهد السياسي والحزبي، مع فتح المجال أمام المشاركين لطرح أسئلتهم وتقديم مقترحاتهم لتعزيز حضورهم في تدبير الشأن العام عبر الانتخابات التشريعية والترابية. من جانبه، شدد حسن حويدك، المنسق الجهوي للأكاديمية بجهة الداخلة وادي الذهب، على أن هذه المبادرة تأتي في سياق استحقاقات 2026 التي تحمل تحديات كبرى على المستوى الوطني والدولي، مشيرًا إلى أن النخبة المؤهلة لتولي المسؤوليات يجب أن تكون على دراية بالقضايا الوطنية والمجتمعية.
بدورها، أكدت سهام النية، المنسقة الجهوية للمبادرة بجهة الرباط سلا القنيطرة، أن الهدف الأساسي هو توفير مساحة حوارية بين الشباب وخبراء السياسة لتعزيز فهمهم للديمقراطية التمثيلية ودور الأحزاب السياسية. وأوضحت أن المبادرة لا تقتصر على التوعية، بل تسعى لتفعيل مشاركة الشباب في العملية السياسية ورفع معدلات انخراطهم فيها، مشيرة إلى أهمية هذه الخطوة في ظل التحديات الراهنة. وأضافت أن الرهان الأساسي يتمثل في خلق جيل واعٍ قادر على المساهمة في صنع القرار السياسي وليس فقط المشاركة الانتخابية، وذلك ضمن رؤية تستهدف ترسيخ ثقافة المشاركة الفاعلة بين الشباب المغربي.
10/02/2025