في افتتاح الدورة الثانية والخمسين للمجلس الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية، وجّه الأمين العام للحزب، المصطفى بنعلي، رسائل سياسية قوية، منتقدًا ما أسماه بـ”الجماعات الانتهازية” التي تستعمل الديمقراطية وسيلة لتحقيق مصالحها، ومحذرًا من مخاطر اختزال السياسة في مناورات ظرفية أو تقنيات إدارية جافة. وأكد أن السياسة، في جوهرها، التزام أخلاقي ووطني مسؤول.
وخلال تقديمه للتقرير السياسي والتنظيمي في الدورة المنعقدة تحت شعار “السياسة التزام وطني وأخلاقي وممارسة مسؤولة ومخلصة”، شدد بنعلي على ضرورة إعادة الاعتبار للمعنى الأخلاقي للعمل السياسي، منتقدًا بشدة ما وصفه بـ”فقدان المعنى” لمفاهيم كالملتمس الرقابي. كما نبّه إلى تمدد الخطاب الشعبوي وتزايد التوظيف الانتهازي للقضايا الوطنية، معتبرا أن ذلك يقوض الإجماع ويعمق الشرخ بين المواطنين والسياسة.
أما على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، فقد رسم بنعلي صورة قاتمة عن أوضاع المغاربة، مشيرًا إلى تفاقم البطالة، وتآكل القدرة الشرائية، وضعف أثر السياسات الحكومية، لاسيما في ما يخص التشغيل والدعم الاجتماعي. كما دعا إلى تعبئة وطنية شاملة لإرساء نموذج اقتصادي بديل، أكثر عدالة في توزيع الثروة، وأكثر التزامًا بخدمة الإنسان المغربي في كافة جهات المملكة.
12/05/2025