شهدت شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة خلال عام 2024 زيادة ملحوظة في إنفاقها على حماية كبار مسؤوليها التنفيذيين، مع ارتفاع المخاطر الأمنية الموجهة إليهم بسبب حضورهم المتزايد في الساحة السياسية والإعلامية. وأوضحت صحيفة “فاينانشل تايمز” البريطانية أن النفقات الأمنية لرؤساء عشر شركات تقنية كبرى، من بينها “ميتا” و”ألفابت” و”إنفيديا” و”بلانتير”، تجاوزت 45 مليون دولار، مع تسجيل زيادات تتجاوز 10% مقارنة بالعام السابق، في ظل حوادث عنف خطيرة استهدفت شخصيات تنفيذية بارزة.
وجاءت هذه الزيادة بعد سلسلة من الحوادث البارزة، منها مقتل الرئيس التنفيذي لشركة “يونايتد هيلث كير” في نيويورك، وهجوم في أحد المباني الإدارية أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، مما دفع الشركات لتعزيز التدابير الأمنية حول مديريها. وتبرز شركات مثل “ميتا” و”إنفيديا” و”بلانتير” في طليعة القائمة، حيث تم تكثيف الحماية الشخصية ورصد ميزانيات ضخمة لتغطية التنقلات والإقامة، بالإضافة إلى حماية أسر هؤلاء التنفيذيين.
وبحسب الصحيفة، لم تعد التهديدات تقتصر على الجوانب الجسدية فقط، بل امتدت إلى المجال الرقمي مع ظهور تقنيات التزييف العميق للأصوات والصور، ما يهدد سلامة هؤلاء المسؤولين ويستدعي إجراءات أمنية صارمة. وشملت التحوّطات الأمنية أيضاً قطاعات أخرى كالقطاع المصرفي والإعلامي والدفاعي، حيث لجأت بعض الشركات إلى سياسات سفر مشددة وحماية متواصلة على مدار الساعة، فيما اعتمد مؤسسو شركات العملات الرقمية تدابير مماثلة لمواجهة محاولات الاختطاف والابتزاز، ما يعكس تصاعد المخاطر وتغير أولويات الأمن الشخصي في عالم التكنولوجيا.
23/08/2025