بوقانا – الرمال الذهبية تتحوّل إلى مسرح كوميدي سوداوي، والمسلك الترابي المؤدي إلى شاطئ بوقانا أصبح بدوره حلبة عبثية، حيث يبرز السد الشبه الأمني كأكبر بطلة في هذه المسرحية الهزلية. الفوضى على الطريق تتجلى في مشهد يثير السخرية والذهول في آن واحد، بينما يتحول كل زائر إلى ضحية المراقبة الاستعراضية.
فعلى وقع صرخات الزوار وهم يحاولون الوصول إلى الشاطئ، تتباهى عناصر القوات المساعدة بأساليب مراقبة مبالغ فيها، تتراوح بين التهكم الصارخ والمضايقات الاستعراضية، ما يجعل أي زائر يشعر وكأنه ضيف غير مرغوب فيه على مسلك ترابي بسيط. سيارات الزوار تتحول إلى أهداف للتفتيش والتنقيط، وكأن مجرد عبور المسلك الترابي جريمة كبرى، بينما الشاحنات والسيارات الثقيلة تمر بحرية مطلقة، وكأنها ضيوف مكرّمون في عرض لا رقابة حقيقية عليه.
يبدو أن الهدف الحقيقي للسد الشبه الأمني ليس حماية الشاطئ، بل ممارسة استعراض سلطوي على من يحاول فقط التمتع بيوم صيفي. التناقض بين المراقبة الصارمة على الزوار ومرور الشاحنات بحرية مطلقة يعكس هزلية المشهد التي تثير الضحك والامتعاض معًا. السد الأمني، بكل تهكمه وسخريته، أصبح ككومبارس يرقص على الرمال، محاولًا إظهار نفوذه في عرض مسرحي لا يفهمه سوى الزوار المندهشين.
شاطئ بوقانا، إذن، لم يعد مجرد مكان للراحة، بل أصبح مسرحًا حيًا يجمع بين استعراض القوة والمفارقات المريرة، حيث يتحول المراقبون إلى مهرجين، والفوضى تتسلل من كل فجوة بين الموانع، فيما الطريق والمسلك الترابي المؤدي إلى الشاطئ أصبحا ميدانًا للتهكم والهزل الأمني.
ومن هنا، يتضح أن عامل الإقليم، والقائد الإقليمي والجهوي للقوات المساعدة، الجهاز الذي يظطلع بمهمة استتباب الأمن، مطالبون اليوم بإعادة النظر وتصحيح هذا الاعوجاج الأمني. لم يعد الحديث مجرد ضبط حركة الزوار، بل ضرورة عاجلة لإعادة العقل والمنطق إلى ما يسمى بالسد الشبه الأمني، قبل أن يتحول كل يوم صيفي إلى عرض كوميدي مؤسف يسيء إلى سمعة الشاطئ ويستفز زواره.
وفي الختام، يبدو أن الطريق والمسلك الترابي المؤدي إلى شاطئ بوقانا قد تحوّل إلى متحف حي للسخرية: السد الشبه الأمني يرقص على وقع الرمال وكأنه نجم سينمائي، والزوار مجرد جمهور مضطر للتصفيق على استعراضاته. فهل نحن أمام طريق إلى شاطئ أم مدخل لمسرح مفتوح؟ الأكيد أن “الفوضى المنظمة” هنا لها توقيتها الخاص، ولها طقوسها الكوميدية التي تجعل كل رحلة صيفية عرضًا لا يُنسى… وربما لا يُنسى لكثرة الاستهزاء أيضًا!
24/08/2025