kawalisrif@hotmail.com

زلزال فلسفي وإنساني بعد مأساة غزة يكشف أزمة المعايير وشرّ الإنسانية

زلزال فلسفي وإنساني بعد مأساة غزة يكشف أزمة المعايير وشرّ الإنسانية

شهدت السنوات الأخيرة صدمة كبرى على الصعيدين الإنساني والفكري بعد الهجمات الإسرائيلية على غزة، التي رافقها دعم أمريكي وغربي واسع، وتسببت في موجة من النقاشات حول ازدواجية المعايير وسقوط الحاكمية الفعلية للقانون الدولي لحقوق الإنسان. في المغرب، أثّر هذا الواقع على الفكر والممارسة، حيث اعتبر الباحث عبد الله حمودي أن صمود الشعب الفلسطيني يرسل رسالة عالمية للعدالة والمساواة، متجاوزًا النماذج الغربية التقليدية التي باتت عاجزة عن الصمود أمام مأساة الفلسطينيين.

يرى مفكرون مغاربة مثل عبد الإله بلقزيز أن حقوق الإنسان تحولت من قضية مبدئية إلى أداة سياسية، يُستغل بها الخطاب الغربي لتبرير العدوان وتفكيك الأوطان، مؤكّدًا أن ما يسمى بالحقوق العالمية غالبًا ما يُطبّق انتقائيًا لصالح الأوروبيين والأمريكيين فقط، بينما يُستثنى منه سكان العالم الثالث. بدوره، عز العرب لحكيم بناني أشار إلى أن سردية حقوق الإنسان الغربية فقدت مصداقيتها بعد مشاهد الإبادة الجماعية، حيث أصبحت تُبرر انتهاكات المدنيين باسم الدفاع عن النفس، ما خلق عقدة ذنب ثقافية ونزعة لتمييز البشر بحسب الولاء للغرب أو القوة.

من جانب آخر، قدم طه عبد الرحمن قراءة فلسفية للشرّ المطلق الذي يمارَس ضد الفلسطينيين، موضحًا أنه يتعدى الاعتداء على الأجساد إلى محو القيم والفطرة الإنسانية، مستهدفًا حرية الاختيار والأمانة الداخلية للإنسان. وشدد على أن التصدي لهذا الشر يجب أن يكون عالميًا، متعلّمًا من صمود الغزاويين وقيمهم، معتبرًا أن القوة الحقيقية للفلسطينيين تكمن في الحفاظ على باطنهم الحر رغم اعتقال ظاهرهم، وهو ما يفرض على العالم التفكير في نمط جديد من الفكر يواجه التسيب الأخلاقي والفكري الذي أفرزته المأساة، ويعيد الاعتبار للقيم الإنسانية الأساسية.

24/08/2025

Related Posts