أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير حديث موجه إلى الجمعية العامة، أن الوضع في الصحراء ما بين يوليوز 2024 ويونيو 2025 اتسم بتصاعد التوتر وتسجيل مناوشات قتالية محدودة بين المغرب وجبهة البوليساريو. وأوضح أن أغلب حوادث إطلاق النار تركزت شمال الإقليم، خصوصا قرب بلدة المحبس، حيث رصدت بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” آثار قصف مدفعي، دون أن تخلف هذه الطلقات أضرارا كبيرة. التقرير أشار أيضا إلى حادث تزامن مع احتفالات المسيرة الخضراء في 9 نونبر بالمحبس، حيث تم العثور لاحقا على بقايا أربعة صواريخ.
كما وثق التقرير حادثا وقع في 6 أبريل بتيفاريتي، حين أطلق الجيش المغربي مقذوفا عيار 155 ملم على بعد كيلومترين من موقع عمليات شريك تابع لدائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام، دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية. وقد أبدى الممثل الخاص للأمين العام وقائد بعثة المينورسو قلقهم إزاء الحادث، بينما جدد الجيش المغربي في اليوم الموالي ضماناته الأمنية للبعثة، مع توجيه تعليمات إضافية لضباط الاتصال لتفادي أي التباس في المستقبل. وفي السياق ذاته، أورد التقرير أن أربعة صواريخ سقطت يوم 27 يونيو قرب مدينة السمارة، أحدها على بعد 200 متر فقط من موقع للبعثة، ما دفع الأمم المتحدة إلى مراسلة جبهة البوليساريو، في حين أدان الجيش المغربي ما اعتبره “اعتداء صارخا” استهدف المدنيين.
وعلى صعيد آخر، أشار غوتيريش إلى استمرار المينورسو في التحقيق بـ 11 غارة جوية مزعومة شرق الجدار الرملي، والتي أسفرت، بحسب شهادات ميدانية، عن مقتل خمسة عمال من جنسيات مالية وموريتانية وسودانية، إضافة إلى قصف مدفعي في ميجك أودى بحياة ثلاثة آخرين. التقرير خلص إلى أن بعض التسهيلات الميدانية، خاصة في ما يتعلق بالإمدادات والخدمات اللوجستية شرق الجدار، مكنت البعثة من الحفاظ على مواقعها وإعادة تموينها بشكل منتظم عبر قافلة برية شهرية، رغم أن هذه العمليات ما تزال خاضعة لموافقات استثنائية ومؤقتة من جبهة البوليساريو.
24/08/2025