كشف تقرير مجلة “ذي إيكونوميست” عن تحول قناع الوجه المعروف باسم “الفيسكيني”، الذي كان يستخدم في الأصل لتفادي اسمرار البشرة على الشواطئ، إلى صيحة واسعة بين الشباب، خاصة النساء، حيث أصبح جزءًا من أنماط الحياة اليومية والموضة العصرية. وتشير المجلة إلى أن صناعة المنتجات الواقية من أشعة الشمس في الصين بلغت قيمتها نحو 80 مليار يوان (11 مليار دولار) العام الماضي، مع زيادة مبيعات “الفيسكيني” بنسبة تقارب 50% حتى يوليوز 2025، فيما ازدادت مبيعات الأكمام الواقية بشكل مضاعف، خاصة بين الرجال، في ظل تصاميم متعددة تغطي أجزاء مختلفة من الوجه والجسم، بأسعار تتراوح بين بضعة دولارات ونحو خمسين دولارًا.
وأضافت المجلة أن انتشار “الفيسكيني” لم يعد محصورًا في النساء الأكبر سنًا على الشواطئ، إذ ساهمت ثقافة ارتداء الأقنعة خلال جائحة كوفيد-19 في تغيير صورته ليصبح جزءًا من الموضة اليومية للشباب. ونقلت عن لاي مينغ يي من شركة “داشيو كونسلتنغ” أن كثيرًا من النساء يعتمدنه ضمن روتين العناية بالبشرة للحفاظ على لون فاتح للبشرة، وهو معيار جمالي متأصل في الثقافة الصينية. وشهدت شركات الأزياء الصينية مثل “بينياندر”، و”أنتا”، و”لي-نينغ” توجّهًا قويًا لاستثمار هذا التوجه، مقدمة منتجات تجمع بين العملية والأناقة وتستهدف الفئات الشابة.
غير أن هذه الموضة لم تحظ بترحيب رسمي، إذ انتقدت صحيفة “الشعب” الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني ما وصفته بـ”القلق المبالغ فيه من الشمس”، معتبرة أن الإقبال على “الفيسكيني” يعكس خوفًا صحيًا وتجميلًا مفرطًا، ودعت إلى التعامل مع هذه الظاهرة بعقلانية. وترى “ذي إيكونوميست” أن الجدل يكشف التناقض بين دينامية السوق التي تستجيب بسرعة لرغبات الشباب، وسياسات الدولة التي تتسم بالتحفظ تجاه النزعات الاستهلاكية المبالغ فيها، مضيفة أن هذه الموضة قد لا تدوم طويلًا، لكنها تعكس تحولات المجتمع الصيني الثقافية والاقتصادية.
24/08/2025