بديع الحمداني :
تزامنت زيارة رئيس أركان الدفاع بالجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، إلى العاصمة القطرية الدوحة، مع إعلان قطر دعمها لسيادة المغرب الكاملة على الصحراء، من خلال ترؤسها لأشغال جلسة العمل المشتركة لمجلس التعاون لدول الخليج الذي انعقد في الرياض يوم الأحد الماضي، بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وفي الوقت الذي حط شنقريحة قدميه في قطر للمشاركة في النسخة الـ8 من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري “ديمدكس 2024″، أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في نفس اليوم، على المواقف والقرارات الثابتة للمجلس، المؤيدة لمغربية الصحراء، والداعمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية وسيادتها التامة على صحرائها، والمساندة لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد في إطار سيادة المغرب ووحدته الوطنية و الترابية، وفق ما جاء في بيان المجلس.
وحسب وكالة أنباء المغرب العربي، فإن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون، أكد إن دول المجلس، تؤكد دعمها الثابت لمغربية الصحراء ووقوفها الراسخ مع سيادة المغرب على كافة ترابه، وكذا دعمها للقرارت الاممية ذات الصلة.
وجددت دول مجلس التعاون الخليجي من خلال هذا الموقف، استمرارها في دعم المغرب في قضيته الوطنية الاولى، ألا وهي الصحراء، في الوقت الذي تصر الجزائر على الخروج عن الإجماع العربي في هذه القضية وتبني موقف انفصالي يزيد من تعميق التفرقة في أوساط البلدان العربية.
وبالرغم من المواقف الواضحة لقطر في دعم المغرب في قضية الصحراء، إلا أن الجزائر لا تتخذ أي موقف اعتراض في هذه المسألة، كما هو الحال مع دول عربية مؤثرة، كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بخلاف مواقفها مع بعض الدول الأخرى التي تسعى التأثير عليها في هذه القضية، مثل تونس وموريتانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن تقارير دولية عديدة سبق أن أشارت إلى أن الجزائر تُعتبر أحد الأطراف الرئيسية في مشكل الصحراء، وترى في مطالب المغرب للجزائر بالجلوس على طاولة المفاوضات، مطالب مشروعة مدعومة بالعديد من الأدلة الواقعية التي تؤكد أن الجزائر طرفا في هذا النزاع، كاحتضان جبهة البوليساريو الانفصالية على أراضيها، ودعمها بالمال والسلاح.
وفي هذا السياق، كشف الموقع الرسمي للبيت الأبيض اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن، للدبلوماسي جوشوا هاريس لشغل منصب سفير واشنطن في الجزائر، وهو الاقتراح الذي قالت عنه تقارير إعلامية دولية أن الهدف منه تسريع حل نزاع الصحراء باعتبار الجزائر طرفا في المشكل، واختيار هاريس لهذا المنصب يرجع إلى معرفته بالجزائر وقدرته على دفعها إلى التفاوض مع المغرب لحل هذه المشكلة.
05/03/2024