يستعد القطاع البنكي المغربي لمواجهة منافس رقمي جديد يتمثل في البنك البريطاني ريفولت، في خطوة قد تعيد تشكيل معالم السوق المالية بالمملكة. دخول ريفولت يهدد بشكل خاص مصادر الدخل التقليدية للبنوك، لا سيما العمولات المرتبطة بتحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، التي بلغت أكثر من 114 مليار درهم سنة 2023، وتشكل رافداً اقتصادياً حيوياً للبلاد.
يعتمد ريفولت على نموذج مالي رقمي يقدم تحويلات شبه مجانية وسريعة مقارنة بالرسوم المرتفعة التي تفرضها البنوك ووكالات التحويل التقليدية، ما قد يجذب أعداداً كبيرة من المهاجرين للاستفادة من خدماته. البنك الذي تأسس في لندن عام 2015 يخدم أكثر من 60 مليون مستخدم حول العالم، ويتيح فتح حسابات مصرفية عبر تطبيق هاتفي في دقائق، بالإضافة إلى بطاقات متعددة العملات وخدمات استثمارية في الأسهم والعملات المشفرة، مع دعم متواصل للعملاء.
يدفع هذا النموذج الرقمي البنوك المغربية إلى مواجهة تحديات غير مسبوقة، خصوصاً فيما يتعلق بالتحول الرقمي وتقديم حلول مبتكرة تلبي توقعات الجيل الجديد من الزبائن الباحثين عن السرعة والشفافية وتكلفة منخفضة. كما يفرض الأمر تحديات تنظيمية على بنك المغرب، المعني بحماية البيانات المالية وضبط التدفقات الدولية، في ظل محدودية الخبرة المحلية في تقنيات التمويل الحديثة. ومع ذلك، يرى مراقبون أن دخول ريفولت يشكل فرصة لتعزيز الرقمنة لكنه قد يقلص الأرباح التقليدية للبنوك المحلية.
23/08/2025