kawalisrif@hotmail.com

نصف المغاربة يجهلون التغير المناخي والفقر يعيق الوعي البيئي

نصف المغاربة يجهلون التغير المناخي والفقر يعيق الوعي البيئي

أظهرت دراسة حديثة صادرة عن شبكة “أفرو بارومتر” أن مستوى الوعي بالتغيرات المناخية في المغرب بلغ 54 في المئة، متجاوزًا المعدل القاري الذي استقر عند 51 في المئة، غير أن هذا الرقم يكشف في المقابل أن قرابة نصف المواطنين لا يضعون قضايا المناخ ضمن أولوياتهم اليومية. الدراسة أبرزت أيضًا أن حدة الفقر تلعب دورًا حاسمًا في تقليص نسب الوعي؛ إذ ترتفع إلى 65 في المئة بين من لا يعانون الفقر المعيشي، مقابل انخفاضها إلى 46 في المئة وسط الفئات التي ترزح تحت وطأة العوز.

ويرى خبراء بيئيون أن هذه النسب تعكس قصور الجهود الحكومية في مجال التحسيس والتثقيف البيئي، حيث لم يتم تفعيل الميثاق الوطني للبيئة والإعلام والتنمية المستدامة الذي أُطلق سنة 2017 عقب مؤتمر “كوب 22”. مصطفى برامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، اعتبر أن غياب برامج إعلامية مهيكلة وضعف الميزانيات المخصصة للمناخ لدى الوزارات والجماعات يحدّ من أي تأثير فعلي، مشيرًا إلى أن الاهتمام الإعلامي يظل ظرفيًا ولا يبرز إلا خلال الكوارث الطبيعية كالحرائق والفيضانات، في حين غابت بشكل كامل مبادرات الدعم التي كانت تمنح لجمعيات المجتمع المدني للقيام بحملات توعوية.

من جهته، أكد أيوب كرير، رئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة”، أن النقاش حول المناخ صار عالميًا، إلا أن مستوى الوعي يختلف جذريًا بين الدول المتقدمة التي تستند إلى منظومات إعلامية وبرامج توعية راسخة، وبين دول الجنوب التي ما تزال تتحرك بوتيرة أبطأ. وأضاف أن فئات المغاربة الأكثر وعيًا تنتمي إلى الطبقات النشيطة والمتعلمة والمستعملة للتكنولوجيا، بينما يغيب الإدراك البيئي في صفوف الفئات الهشة والأمية وسكان القرى النائية. ودعا كرير إلى مضاعفة الجهود الرسمية في المدارس والإعلام والمؤسسات العمومية، مع إشراك المجتمع المدني في ورشات تكوينية تعزز ثقافة التكيف مع التغيرات المناخية وتدفع نحو سلوكيات أكثر استدامة.

24/08/2025

Related Posts