kawalisrif@hotmail.com

ترامب يجهّز لزيارة جديدة إلى إسرائيل… أجندة انتخابية على حساب استقرار المنطقة

ترامب يجهّز لزيارة جديدة إلى إسرائيل… أجندة انتخابية على حساب استقرار المنطقة

كشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية متطابقة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يخوض ولايته الثانية وسط جدل داخلي ودولي، يخطط لزيارة إلى إسرائيل في شهر دجنبر المقبل. وإذا ما تمّ تثبيت الموعد، فستكون هذه أول زيارة له إلى الكيان الإسرائيلي منذ عودته إلى البيت الأبيض، بعد أن كانت زيارته السابقة في 2017 قد أثارت حينها عواصف من الانتقادات بسبب انحيازه الأعمى للاحتلال.

التحركات التمهيدية للزيارة لا تبدو بريئة في توقيتها ولا في مضمونها. فترامب يسعى إلى إعادة تموضعه على الساحة الدولية، مستغلاً الملف الإسرائيلي كورقة ضغط داخلية في حملته الانتخابية، بينما لا يمانع قادة تل أبيب في استغلال حضوره لتثبيت سردية “الدعم المطلق” من البيت الأبيض، وهي سردية تحولت إلى قاعدة ثابتة في السياسة الأمريكية كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية.

المواضيع المطروحة على جدول اللقاء المرتقب مع بنيامين نتنياهو، بحسب التسريبات، لن تخرج عن دائرة الملفات الساخنة: الحرب في غزة وما أفرزته من انتقادات دولية واسعة للجرائم الإسرائيلية، التصعيد المتواصل مع إيران، واستمرار الحديث عن مخططات تهجير جديدة تندرج ضمن السياسات التوسعية التقليدية لإسرائيل. وبذلك، فإن زيارة ترامب ليست سوى غطاء سياسي لتقديم دعم جديد لمشاريع الاحتلال، في وقت يعيش فيه الفلسطينيون تحت حصار خانق وانتهاكات متواصلة.

الزيارة تأتي في سياق سياسي إقليمي معقد، حيث تواصل إسرائيل محاولاتها استدراج واشنطن إلى مغامرات عسكرية ودبلوماسية من شأنها زيادة هشاشة المنطقة، في حين يصرّ ترامب على إعادة إحياء ما سُمّي بـ«صفقة القرن» بنسخة معدلة، تحت شعار “التطبيع الموسع”، حتى ولو كان الثمن هو دفن ما تبقى من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

جدير بالذكر أن ترامب كان قد قام في ماي الماضي بأول جولة شرق أوسطية خلال ولايته الثانية، لكن إسرائيل لم تكن حينها على جدول الزيارة. غير أن التطورات الأخيرة أعادت ترتيب الأولويات. فمنذ بداية ولايته الحالية، التقى ترامب بنتنياهو ثلاث مرات على الأقل في البيت الأبيض: اللقاء الأول في فبراير حيث أعلن عن خطة التهجير من غزة، ثم لقاءان إضافيان في أبريل ويوليوز، وهو ما يعكس حجم التنسيق السياسي بين الطرفين وإصرارهما على المضي في نهج يتجاهل كل الأصوات الدولية المطالبة بحل عادل.

المفارقة أن هذه الزيارة، إذا تمّت، ستعيد إنتاج المشهد نفسه: رئيس أمريكي يبحث عن أصوات انتخابية عبر استعراض دعمه لإسرائيل، وحكومة احتلال تستثمر في البيت الأبيض لتكريس مشروعها الاستيطاني غير المشروع. وفي المحصلة، تبقى المنطقة رهينة رهانات انتخابية أمريكية وسياسات عدوانية إسرائيلية، بينما تظل الحقوق الفلسطينية معلقة، لا تُستعاد بخطب رنانة ولا بلقاءات فوقية.

25/08/2025

Related Posts