كشفت تحقيقات عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، مع أفراد خلية آسفي، الذين أتموا، أمس الاثنين، يومهم الرابع، بمقر “بسيج” بسلا عن معلومات غزيرة عن مخططات لحمامات دم بشعة.
ووفق الصباح أقنع زعيم الخلية، المكونة من خمسة أفراد، زملاءه بتنفيذ هجمات محليا بالاقتصار في البداية على آسفي، إذ حدد أهدافا تمثلت في هجومات خاطفة ومدروسة على مقرات الدرك والأمن الوطني، بواسطة السكاكين والسيوف، قصد الحصول على أسلحة نارية وألبسة رسمية للتنكر قصد إنجاح هجمات أخرى .
كما وضعت الخلية ضمن أهدافها الهجوم على حانة بآسفي، ناهيك عن تنفيذ ضربات إرهابية في أماكن حيوية، (فندق وعلبة ليلية، ومحطة سياحية بسيدي بوزيد بالجديدة)، تحت ذريعة “تضريب الكفار في معاقل الفسوق والفجور”.
ولم تتوقف أهداف المدعو أبو الليث، وهو أمير الخلية، عند هذه الأهداف، بل سارت أيضا في تحقيق أجندة “داعش” عبر قاعدة قتل البعيد لإرهاب القريب، بالاعتماد على تصفية سياح غربيين بآسفي والمناطق المجاورة لها.
و تفيد المعلومات المتواترة أن زعيم الخلية، واسمه عبد اللطيف، اختار لقب أبو الليث للتواصل مع زملائه، وهو مجاز في الحقوق وطالب في الآن نفسه في العلوم الشرعية، وانخرط في نشر عقيدة التنظيم المتطرف، بعقد اجتماعات للتجنيد؛ لفائدة المعتقل المسمى سفيان، إضافة إلى عبد الرحمان وشخص آخر يحمل الجنسيتين المغربية والتركية، ويسمى علي، ويوجدان في تركيا.
وتتجلى الطريقة البيداغوجية للإيمان بعقيدة التكفير، في الإكثار من مشاهدة عمليات جهادية وأشرطة قطع الرؤوس، قبل الشروع في تجنيد أبناء حي أشبار بآسفي لتحقيق الأهداف الإرهابية.
وفي فبراير 2017، التحق زعيم الخلية الملقب بأبي الليث، بموريتانيا لاستكمال دراسة الشريعة ب”محضرة النباغية”، وهي عبارة عن مدرسة عتيقة يفد إليها طلاب العلوم الدينية من كل البقاع، وتوجد في ضواحي نواكشوط.
وطيلة فترة مكوثه بالمحضرة سالفة الذكر، ظل المتهم يحاول عبثا الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة لربط علاقات بزعمائها، وذلك لتثمين علاقة خليته والتنسيق مع المنتمين إلى “داعش” بالصحراء والساحل قصد الحصول على تزكية لقيادة خلية آسفي.
وفي مطلع 2018، عاد المتهم إلى آسفي، بعد قضائه سبع أشهر بموريتانيا، وجمع رفاقه سفيان وعبد الله وعماد ويونس، وتم الشروع في عقد اجتماعات وتتبع أخبار داعش ببؤر التوتر بسوريا والعراق، مع الحرص على نشر الكراهية في صفوف مريديه، وعلى الخصوص تجاه النظام ومؤسسات الدولة، بما فيها السلطات الأمنية.
ونظم أفراد الخلية في صيف 2018 رحلات إلى غاية سيدي بوزيد، اختلوا فيها ببعضهم وناقشوا خلالها مشروعية الجهاد خدمة لأجندة ما يسمى بدولة الخلافة، كما حافظوا أناشيد جهادية كانوا يرددونها جماعة.
وأظهرت الأبحاث أن أفراد الخلية أفلحوا في ربط الاتصال بقادة ميدانيين لداعش يوجدون بالحسكة والموصل، عبر موقع “تلغرام” و”فيسبوك”، سيما مع القيادي الملقب بذي النورين.
وخلال الدردشة التي دارت بينهم، ضمن المسمى أبو الليث لأفراد الخلية الإرهابية الالتحاق بداعش في سوريا والعراق، وللغرض نفسه وضعوا المسمى علي الحامل للجنسيتين التركية والمغربية بإسطنبول، لتسهيل عملية التسلل إلى بؤر التوتر.
20/02/2019