على عكس ما قاله ألباريس … افتتاح الجمارك التجارية بين مليلية وبني أنصار يؤجل إلى ما بعد القمة المرتقبة !

حمزة المتيوي :

لن يكون هناك أي فتح رسمي للجمارك التجارية في سبتة ومليلية قبل شهر فبراير المقبل، وتحديدا قبل انتهاء الاجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والإسبانية، المقرر يومي 1 و2 فبراير بالرباط، هذا ما أكدته اليوم السبت صحيفة “إلباييس” الإسبانية التي قالت إن المغرب أبلغ به إسبانيا، على الرغم من أن وزير خارجية هذه الأخيرة، خوسي مانويل ألباريس،سبق أن أعلن أن الافتتاح سيتم في يناير.

وحسب المصدر نفسه، فإنه مباشرة بعد اجتماع اللجنة التقنية المشتركة المغربية الإسبانية يوم الثلاثاء الماضي، لم يعد ألباريس يتحدث عن “الفتح الكامل للجمارك التجارية”، بعدما سبق للحكومة أن أعلنت تاريخ 25 يناير 2023 موعدا لافتتاحها بشكل رسمي، وأصبح الحديث يدور حاليا عن “خطوة أولى لنقل البضائع”، في الوقت الذي تشهد فيه معابر المدينتين استعدادات عملية لذلك.

وانطلاقا من يوم أمس الجمعة بدأ الاختبار التجريبي لتنظيم عملية التبادل التجاري، من خلال عبور شاحنة محملة بمواد مُنظفة عبر ممر تاراخال في سبتة، الأمر الذي جرى بحضور مندوب الحكومة المركزية رافاييل غارسيا وفي غياب وسائل الإعلام، ونقلت الخارجية الإسبانية بعد ذلك عن غارسيا قوله إن إنشاء مكتب جمركي في سبتة هو خطوة أولى من أجل بدء نشاط تجاري منظم بين المغرب وإسبانيا في سبتة.

وحسب المسؤول الإسباني، فإن الأمر لا يتعلق بافتتاح رسمي للجمارك التجارية وإنما بنموذج تجريبي سيسمح للبلدين بمعرفة مدى قدرتهما على الاستجابة لحاجيات المعبر من حيث الأطقم البشرية والبنية التحتين، وأيضا “للتكيف في أقرب وقت ممكن مع الوضع الجديد”، مبرزا أن الأمر يمثل “نقطة تاريخية في العلاقة بين البلدين”، كما سيشكل “قطيعة مع التجارة غير المنظمة”، أي التهريب المعيشي.

وحسب “إلباييس” فإن نتائج هذا الاختبار ستكون موضوعة على طاولة النقاش خلال القمة رفيعة المستوى التي سيترأسها رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز، والذي سيحضره عشرات الوزراء من الحكومتين، وخلاله ستتم دراسة حاجيات المعبرين التجاريين في سبتة ومليلية ومدى ملاءمتهما لكل أنواع البضائع المارة منهما في الاتجاهين.

وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الإسبانية ترى أن اختبار يوم أمس مر بنجاح، إلا أنها لم تحدد بعد أي موعد نهائي لافتتاح مكتب الجمارك التجارية في سبتة، أو لعودة نشاط المكتب المغلق في مليلية منذ سنة 2018، ولن يتم الحسم في الأمر إلى في شهر فبراير، علما أن السلطات المغربية تتجاوب، على المستوى العملي، مع هذه الخطوة على جانبها من الحدود.

ويستند قرار افتتاح مكتب للجمارك التجاري بالمدينتين على الإعلان المشترك الذي تلا زيارة سانشيز للرباط في أبريل الماضي، ولقاءه بالملك محمد السادس، وجاء فيه أنه سيتم الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستوى البري والبحري.