حمزة المتيوي :
تحاول جبهة “البوليساريو” الانفصالية تدارك نتائج رهانها المستعجل على ابتعاد بيدرو سانشيز عن قيادة الحكومة الإسبانية، وذلك منذ الإعلان عن إجراء انتخابات عامة سابقة لأوانها قبل أشهر، والتي كانت تتوقع أن يظفر بها الحزب الشعبي الذي يقود المعارضة، حيث تسعى الآن لإقناع الحكومة الاشتراكية الجديدة بالتراجع عن الدعم العلني لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.
واستحضرت الجبهة الانفصالية هذا الأمر خلال اجتماع أمانتها العامة التي تضم زعيم الجاهة إبراهيم غالي وقيادات الصف الأول، والتي عُقدت يوم أمس الأحد بمخيمات تندوف في الجزائر، حيث وجهت دعوة إلى سانشيز وحكومته الجديد من أجل التراجع عن دعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، مصرة على أنها “القوة” التي تتولى إدارة المنطقة.
وجاء في بيان “البوليساريو” أنها تعبر عن أملها في “أن تقوم حكومة بيدرو سانشيز في عهدتها الثانية بمراجعة سياستها اتجاه القضية الصحراوية، والعودة إلى جادة الشرعية الدولية تماشيا مع المسؤولية التاريخية والاخلاقية لإسبانيا كدولة مديرة”، على حد توصيفها، وذلك بعدما كانت قد وجهت دعوات مماثلة طيلة الأشهر الماضية لخصوم سانشيز.
وفي غشت ماضي، وإثر ظهور نتائج الانتخابات العامة التي أعطت الصدارة للحزب الشعبي اليميني، الذي يقوده ألبيرتو نونوث فييخو، ظهر زعيم الجبهة الانفصالية من الجزائر متحدثا عن الموضوع، حيث أدان موقف “الحكومة السابقة”، وطالب الحكومة القادمة إلى التراجع عنه وذلك على ضوء تكليف فييخو من طرف العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، بتشكيل الحكومة.
وحتى قبل الانتخابات السابقة لأوانها، وإثر الدعوة دعوة سانشيز إليها على خلفية تصدر خصمه الحزب الشعبي لنتائج الانتخابات المحلية، دعت “البوليساريو” الحكومة المقبلة إلى “العودة للموقف التقليدي” في إشارة إلى التراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، وهو ما جاء على لسان ممثلها في مدريد عبد الله العرابي.
وعبر تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية “أوروبا بريس”، هاجم العرابي سانشيز، الذي كان يُتوقع أن يخسر الانتخابات وبالتالي موقعه كرئيس للحكومة، مبرزا أن الجبهة تراهن على الحزب الشعبي لقيادة التجربة الحكومية المقبلة، وأورد أنه “يثق” في أن يتم التراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في حال فوز زعيم الحزب الشعبي.
وكان سانشيز قد حصل على ثقة أغلبية البرلمان، بـ179 صوتا مقابل 171، يوم 16 نونبر الجاري، ليصبح رئيسا رئيسا للحكومة لولاية جديدة، مستفيدا من الائتلاف مع تحالف “سومار” ومن دعم أحزاب صغيرة بما فيها الأحزاب الكتلونية، رغم حصول الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقوده، على الرتبة الثانية في الانتخابات العامة بـ121 مقعدا مقابل 137 للحزب الشعبي.
ومع أن حكومته تضم زعيمة تحالف “سومار” المحسوب على أقصى اليسار في إسبانيا، يولاندا دياث، التي حصلت على منصب النائبة الثانية لرئيس الحكومة، وزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي، والتي تدعم جبهة “البوليساريو”، إلا أنها مكونة أيضا من مجموعة من داعمي التقارب مع الرباط، وفي مقدمتهم مهندس دعم الحكم الذاتي المغربي، وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، إلى جانب وزير الفلاحة والصيد البحري، لويس بلاناس، ووزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا.
27/11/2023