بعد أن فرا إلى تركيا، سقط أخيرا الثنائي “بدر وسلمى” اللذين تسببا في تدمير وتشريد أسر بأكملها، جراء عمليات “المرابحة” التي دفعت ليس فقط أناسا عاديين لدفع أموالهم للاستثمار الوهي في رأسمال شركات عالمية، بل رجال أعمال بأكادير وطنجة والدار البيضاء.
بدر، الشاب الذي لم يتجاوز 24 سنة وزوجته سلمى 21 سنة كونا ثنائيا للنصب والاحتيال، واستعملا كل وسائل الإقناع للإيقاع بضحاياه الذين بلغ عددهم 5000 ضحية، تم إيقافهما أمس الثلاثاء بمطار المسيرة، بعد وصولهما على متن طائرة قادمة من إسطنبول.
الشاب الذي لم يتعدى مستواه الدراسي الاعدادي يتحدر من أسرة فقيرة بأكادير، اعتمد طريقة النصب والاحتيال، واستغل حاجة البعض وظروف أسر وأيضا طمع البعض للربح السريع، لجني ملايين الدراهم من ضحاياه، بإيهامهم باستثمار أموالهم في البورصة العالمية وفي منصة التسويق الهرمي، بعد تقديمه وشريكته سلمى لوعود للضحايا بالحصول على أرباح خيالية قبل أن يقوما بالاستيلاء على 15 مليار سنتيم ويستقلا أول طائرة متوجه لتركيا.
اعتمد بدر وسلمى خطة استدراج نساء وأرامل في أول الأمر، بوضع إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي ورقم هاتف في أكتوبر 2022، وفعلا تقدمت خمس نساء بمبالغ مختلفة حصلت فعلا على أرباح منها، وهو ما فتح شهية الضحايا اللواتي تذوقن حلاوته واستقطبت كل منهن 8 من قريباتهن حسب خطة بدر، وتوسعت الدائرة وبالتالي توسعت أرباح الضحايا لتصل أحيانا إلى% 80، حتى بلغ عدد الضحايا 5000 مواطن(ة) من أكادير وباقي الدن المغربية بل حتى من بعض الدول العربية.
كانت كل سيدة تقوم بتشجيع قريباتها وأفراد من أسرها، وتوسعت الدائرة إلى أناس غرباء، وتم تكوين مجموعات أو شبكة، لكل مجموعة قائدة، وتم تحفيز الضحايا للاستثمار الوهمي بمبالغ وصلت ملايين السنتيات خاصة ن طرف رجال أعمال بسوس وغيرها من المدن المغربية من أجل التداول والتسويق الهرمي، وحتى يمنح صورة ملائمة لرجل الأعمال قام باكتراء فيلا وسيارة فخمة بسائق، بل وأقام عرسا أسطوريا، زرعت الثقة في ضحاياه.
كانت صديقته التي أصبحت زوجته تقوم بالرد على الاتصالات الهاتفية وتقنع الضحايا بلهجة الواثقة من عملها لاستقطاب الضحايا للاستثمار في شركات للتداول بالأسهم معروفة عالميا، مؤكدة أنه كلما ارتفع المبلغ ارتفع الربح، وحددت المدة من أسبوع إلى أسبوعين، ويتم دفع بلغ 3500 درهم ربحا عن كل 5000 درهم في أسبوع، حيث كانت تؤكد في مكالماتها مع الضحايا على اعتماد مبدأ “كلشي رابح كلشي واكل…كول ووكل” .
طريقة ذكية اعتمدها “الكوبل” لزرع الثقة في نفس كل ضحية، فبعد إحداث مقرات شركات “وهمية” في المغرب والإمارات، كان يعيش عيشة الأثرياء ليعزز ثقة الضحايا في الأرباح التي يحققها ن عمله المربح، كما كان يقدم للقائدات تحفيزات دون علمهن بما يضمره لهن ولباقي الضحايا، فتقديم نسبة ربح 200 في المائة في مدة 15 يوما كانت مشجعة لأي ضحية للاستثمار في التسويق الهرمي.
أصبح بدر يمنح صورة “المنقذ” للمئات من الأسر بعد ادعائه القدرة على إخراج الشباب من البطالة بتحفيزه وعزمه منحهم سلعا للعمل في التجارة الإلكترونية، التي ستدر عليهم أموالا طائلة…
حلم الأسر بالربح السريع والحصول على مبالغ من شأنها إخراجها من الفقر…تحول إلى سراب مع مرور الوقت، فابتداء من شهر مارس من السنة المنصرمة، توقف بدر عن إرسال الأرباح إلى ضحاياه تدريجيا، وبعد أن جمع مبلغ 15 مليار فر إلى تركيا بمعية زوجته تاركا وراءه أسرا محطمة وضحايا بلغ عددهم 5000 ضحية.
كواليس الريف: متابعة
24/01/2024