تمكن المنتخب الموريتاني لكرة القدم من تحقيق فوز مُذهل على المنتخب الجزائري، في مباراة حاسمة في بطولة “الكان”. النتيجة المفاجئة لهذه المواجهة أشعلت تحليلات وتعليقات الإعلام والناشطين في الجزائر، مما أدى إلى توجيه اتهامات باتجاه “عسكرة الرياضة” وتأثيرها على مستوى الأداء الرياضي.
في ظل توقعات الإعلام الجزائري بانتصار سهل لفريقهم، كان الفوز الموريتاني بنتيجة 1-0 صدمة كبيرة. سرعان ما خرج النقاد ليُلقوا اللوم على المدرب جمال الماضي، وطالب البعض باستقالته. ومع ذلك، رأى آخرون أن هذه الهزيمة الفادحة لا تعكس إلا نتيجة “عسكرة الرياضة” واستخدامها كأداة لتحقيق أهداف سياسية.
الناشط السياسي الجزائري، شوقي بن زهرة، أكد أن كرة القدم أصبحت قضية وجودية بالنسبة للنظام العسكري، يُستخدم في تنويم الشعب وتحويل انتباهه عن المطالب الحقوقية. يتهم بن زهرة النظام بالتحكم في خطاب الرياضة وتوجيهه نحو تحقيق أهداف سياسية، مما يعكس التشابك بين الخطاب الرياضي والخطاب السياسي في الجزائر.
من جهته، يشير الصحافي الجزائري الشجاع، وليد كبير، إلى أن النظام الجزائري لجأ إلى استخدام الرياضة كوسيلة لتضليل الجماهير وتوجيه انتباهها بعيدًا عن القضايا السياسية الحيوية. يعتبر كبير أن هزائم المنتخب الجزائري ليست سوى نتاج لهذا النهج، حيث يتعمد النظام إشعال التوترات والتصعيد لتحقيق أهدافه السياسية.
النقد لا يقتصر على أداء المنتخب فقط، بل يمتد ليشمل أزمة بنيوية في النظام الجزائري. يُشير كبير إلى أن النظام يفشل في فرض أجندته بالوسائل السياسية، وبالتالي يسعى إلى استغلال الرياضة لتحقيق أهدافه السياسية وتشويه صورة الدول المجاورة.
هذه الأحداث تكشف عن تواصل التسويق لنظرية المؤامرة، حيث يتحدى النظام الجزائري مفاهيم الرياضة ويغوص في تسليط اللوم ونشر السموم السياسية. مع كل هزيمة، يزيد هذا النهج في تشويه صورة الجزائر، وبالتأكيد سيتطلب البحث عن كبش فدية جديد لتلقي باللوم عليه.
24/01/2024