قبل أسابيع قليلة، كان السائق حسين خليل يقود سيارته في شوارع بيروت عندما صدمته مفاجأة غير سارة: خرائط الإنترنت تظهر موقعه في رفح الفلسطينية بدلاً من بيروت، نتيجة لتكرار التشويش الذي أثّر على النقل الجوي والبري، معتبراً أنّ إسرائيل تقف وراء هذا الأمر.
وفي حديثه لوكالة فرانس برس، أكد خليل (36 عاماً)، الذي يعمل كسائق لـ”أوبر”، أنهم يعانون من هذه المشكلة منذ خمسة أشهر، حيث قال: “أحياناً نضطر للبقاء لأيام بلا عمل، ونتكبد خسائر كبيرة جداً”.
ومن جهته، بات خليل يتجاهل الخرائط الإلكترونية ويفضل الاتصال المباشر بالزبائن لمعرفة مواقعهم بدقة، نظراً لعدم موثوقيتها الحالية.
منذ تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، تشهد بيروت وبقية المناطق تشويشاً متزايداً في خرائط “غوغل” وغيرها، ما يُعيق التنقل ويخلق حالة من عدم اليقين بين السكان.
وفي أحيان كثيرة، يجد المستخدم نفسه وفقاً للخرائط في أماكن لم يكن يتواجد فيها، مثل ما حدث مع صحافية فرانس برس في جزيرة قبرص بينما كانت في لارنكا، وكذلك في القدس حيث تم تسجيل موقع صحافية أخرى في القاهرة.
ولم يقتصر التشويش على بيروت فقط، بل امتد إلى جزيرة قبرص المجاورة حيث عاش خليل تجارب عدة، يظهر في إحداها في رفح والأخرى في بعلبك بينما كان على بُعد أكثر من 60 كيلومتراً عن بيروت.
تُعد تقنية التشويش على نظام “جي بي إس” جزءاً من استراتيجية إسرائيلية للتعامل مع حزب الله، حيث يُعتقد أنّها تستخدم لتعطيل الاتصالات وإرباك العمليات العسكرية للحزب في المنطقة.
02/07/2024