تصاعدت حدة المنافسة بين إسبانيا وفرنسا على مشاريع البنية التحتية في المغرب، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي الأخير بمغربية الصحراء، مما أثار قلق بعض الأوساط الإسبانية التي كانت تطمح للاستفادة من السوق المغربية. وقد استفادت إسبانيا من فترة التوتر الدبلوماسي بين المغرب وفرنسا لتوسيع حضورها في السوق المغربية، إلا أن تحسن العلاقات بين الرباط وباريس أعاد المنافسة إلى الواجهة، خصوصاً في مجال السكك الحديدية.
وفي تطور حديث، تمكنت شركة “إجيز” الفرنسية، بالشراكة مع نظيرتها “سيسترا” والشركة المغربية “نوفك”، من الفوز بعقد إدارة مشاريع البنية التحتية لخط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش. هذا الفوز أتى رغم المنافسة الشرسة من شركة “إينيكو” الإسبانية التي قدمت عرضاً مالياً أقل، وهو ما يعد انتصاراً للدبلوماسية الفرنسية في المغرب. وتبرز هذه الصفقة عمق العلاقات بين المغرب وفرنسا، خاصة بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعم بلاده لمغربية الصحراء.
من جهة أخرى، يمتد التنافس بين الشركات الفرنسية والإسبانية إلى قطاعات حيوية أخرى مثل تحلية المياه. فمع معاناة المغرب من شح المياه، تسعى الحكومة المغربية إلى إنشاء عشر محطات لتحلية المياه بحلول عام 2030. وقد فاز تحالف بقيادة شركة “أكسيونا” الإسبانية بعقد إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في إفريقيا بمدينة الدار البيضاء، متفوقاً على شركات فرنسية مثل “سويز”. ويؤكد هذا التنافس على أهمية السوق المغربية المتنامية للشركات الأوروبية، خاصة في ظل طموحات المغرب لتعزيز بنيته التحتية ومواجهة التحديات البيئية.
29/08/2024