محمد بوزكو :
إن تنظيم المحافل الثقافية والفنية هي مناسبة لضخ الروح في المجتمع لإنبات عقلية سليمة مشبعة بالحياة… ولتحرير الفكر من روماتيزم الجمود …
لذلك تكتسي مسؤولية تنظيم مثل هذه الملتقيات أهمية كبرى… لأنها ، شئنا أم أبينا، تحرك وعيا ثقافيا وتجر حمولة فكرية مهمة … قد تتسبب احيانا في زرع الوعي الشقي… ولأنها أيضا تعتمد على ميزانيات بمبالغ مالية مهمة أيضا …
ونحن نعرف أنه في كثير من الأحيان يسكن الشيطان أين يوجد المال ولو على حساب الثقافة والضمير…
مناسبة هذا الحديث هو إنتهاء المهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة في نسخته الثالثة والإستعداد لتنظيم النسخة 12 من مهرجان الذاكرة المشتركة بالناظور مع بداية الشهر المقبل …
مهرجانين سينمائيين في منطقة الريف أمر مهم جدا لزرع الحياة في مجتمع يعيش انحباسا كبيرا في هذا المجال… واختناقا ثقافيا يصيب المجتمع بمختلف أنواع الأمراض …
نعم … لقد قلنا بأننا نحتفل بالسينما دون أن تكون لنا قاعة سينما واحدة … هو استثناء يؤكد الكثير من الاستثناءات في هذه المنطقة… استثناءات تستفز قوارب الموت وتستنفر النفوس من أجل الرحيل نحو الهناك … الهناك الذي يعيش هنا مهما بعدت الجغرافيا …
لكن …
إذا كان تنظيم المحافل السينمائية أمرًا مهما فإن التنظيم من أجل التنظيم فقط … أو التنظيم من أجل الربح المالي … يفسد أهمية هذا الحدث ويجعلها تزيغ عن هدفها الصحيح … فتصبح بذلك مثل لعبة قذرة تكرس الفسادز… والافساد …
لذلك فإن العملية التنظيمية والبرمجة الهادفة لفقرات المهرجان لها تأثير كبير على النتائج المتوخاة من هذه التظاهرات الثقافية والفنية… كما أن غياب ترشيد النفقات … وتوجيهها لخدمة تلك النتائج نفسها… يفرغ هذه المبادرات من محتواها… ويجعلها بالتالي بلا فائدة ولا تأثير… وأولها التأثير في المجتمع … والتأثر به …
فلا يمكن أن تبرمج مهرجانا سينمائيا في مجتمع ما وأنت في الاصل لا توجه فقراته لابناء هذا المجتمع… ولا يستفيد منه الفنانين والممثلين المنتمين للدائرة الجغرافية المحتضنة لهذه التظاهرة… أو أن تُبعد هذه المحطات الثقافية عن أصلها الثقافي بحيث تبدو مثل أعراسٍ للطُّرش …
يتبع …
24/11/2023
