الولايات المتحدة تحوّل أولويات الشحن البحري من الجزيرة الخضراء إلى طنجة المتوسط

كشفت تقارير إعلامية إسبانية أن الولايات المتحدة استبعدت ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني من أحد أهم الطرق البحرية الإستراتيجية التي تربط أمريكا الشمالية بآسيا، ليصبح ميناء طنجة المتوسط المغربي الميناء الرئيسي في المنطقة. وأوضحت الصحف أن القرار، الذي نفذته شركتا الشحن الأمريكيتان “American President Lines” و”Maersk Line Limited”، جاء لأسباب تشغيلية وتقليل التكاليف، لكنه تزامن مع توترات دبلوماسية بين واشنطن ومدريد، خصوصاً بعد رفض إسبانيا السماح لسفن متجهة إلى إسرائيل بالتوقف في الجزيرة الخضراء.

ويُعد هذا التحول حساساً من الناحية الإستراتيجية، إذ يرتبط ببرنامج الأمن البحري الأمريكي (MSP) الذي يضمن توفير أسطول تجاري تحت تصرف البنتاغون في أوقات الأزمات، كما يعزز من مكانة طنجة المتوسط كمنصة لوجستية أساسية للولايات المتحدة في علاقاتها مع أفريقيا وآسيا. ويضاف هذا النزاع البحري إلى سلسلة خلافات بين واشنطن ومدريد، تشمل مخاوف أمريكية من صفقة الحكومة الإسبانية مع هواوي ورفض إسبانيا شراء مقاتلات F-35، ما يعكس توتراً متنامياً في العلاقات الثنائية.

ومن المتوقع أن تواجه إسبانيا عقوبات محتملة تصل إلى مليوني يورو عن كل رحلة للسفن الأمريكية، إضافة إلى قيود على نقل البضائع ورفض محتمل لدخول موانئها إلى الولايات المتحدة، إذا تأكدت الانتهاكات. ورغم أن حركة المرور البحرية الأمريكية تمثل حوالي 4% فقط من إجمالي حركة الموانئ الإسبانية، إلا أنها تتركز في سلع عالية القيمة، ما يمنح القرار أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة، ويؤكد على تحول موازين النفوذ البحري في المنطقة لصالح المغرب.