طالبت حركة “SOS Rural” الإسبانية المدافعة عن المزراعين الإسبان، بضرورة أن تتخذ الحكومة الإسبانية إجراءات لصالح القطاع الزراعي، من أجل تفادي التراجع الذي يحدث في الانتاج، مما جعل إسبانيا تعتمد على دول أخرى لتوفير غذائها، ومن أبرز هذه الدول، المغرب.
وحسب ما نقلته الصحافة الإسبانية من تصريحات عن نتاليا كوربالان، المتحدثة بإسم الحركة المذكورة، فإن الأخيرة أشارت إلى أن إسبانيا تشهد في السنوات الأخيرة تراجعا في المساحات المزروعة، وتراجعا في الانتاج، مما جعل أسعار الغذاء في إسبانيا تشهد ارتفاعا بالنسبة للمواطن الإسباني.
ووفق نفس المصدر، فإن أسعار الغذاء في إسبانيا زادت بنسبة 11,7 بالمائة خلال 2023، وبأكثر من 15 بالمائة منذ سنة 2022، وأصبحت تكلفة سلة الخضروات والفواكه تتجاوز 27 بالمائة مما كانت عليه في السنوات الماضية، بسبب تراجع الانتاج المحلي سواء من الخضروات والفواكه، أو من المواشي.
وحذرت المتحدة بإسم حركة “سوس رورال” الإسبانية، أن إسبانيا سوف لن تكون قادرة على تلبية حاجيات مواطنيها من الغداء في السنوات المقبلة، وبالتالي ستفقد “سيادتها الغذائية”، وستعتمد على دول مثل المغرب خلال العقد المقبل لتوفير الغذاء للإسبان.
هذا، وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد أوروبا غليانا في أوساط الفاعلين في القطاع الفلاحي والزراعي، حيث ارتفعت مطالب هؤلاء بشأن ضرورة إحداث إصلاحات في القطاع لتفادي حدوث تراجعات في المساحات المرزوعة وبالتالي تراجع الإنتاج.
وتجدر الإشارة في هذا السياق أن العديد من الهيئات والاتحاديات الفلاحية الإسبانية التي ينضوي تحتها الآلاف من الفلاحين والمزراعين في المناطق الريفية، أعلنت في الأيام الأخيرة عن تنظيم تجمعات احتجاجية في عدد من المدن بإسبانيا في 6 فبراير الجاري، مع الاستعداد لتنظيم مسيرة ضخمة إلى العاصمة مدريد في ماي المقبل للاحتجاج على الأوضاع التي يعيشها الفلاحون والمزارعون في البلاد.
وحسب صحيفة “إلموندو”، فإذا كانت فرنسا تلوم إسبانيا وإيطاليا على المعاناة التي يعانيها الفلاحون والمزارعون في بلدها، جراء “المنافسة غيرالعادلة”، فإن الإسبان يلومون المغرب، حيث يعتبرون أن الواردات الإسبانية من الفلاحة المغربية تُشكل منافسة “غير عادلة” للفلاحين الإسبان، حيث أن أسعار المنتوجات المغربية تكون دائما أقل مقارنة بالأسعار التي يطرحونها في السوق، مما يدفع المستهلكين إلى تفضيل المنتوجات المغربية.
وأضافت “إلموندو”، أن الاحتجاجات الضخمة التي تشهدها فرنسا هذه الأيام، والمسيرة الكبرى التي نظمها الآلاف من الفلاحين الذين قادوا مسيرة على متن الجرارات إلى العاصمة باريس، ألهمت الفلاحين الإسبان للقيام بنفس الخطوة في إسبانيا خلال الأيام والشهور المقبلة.
ووفق نفس المصدر، فإن العديد من الهيئات والاتحاديات الفلاحية الإسبانية، دعت المزارعين والفلاحين للقيام بتجمعات احتجاجية في عدد من المدن الإسبانية للاحتجاج على الأوضاع التي يعانيها الفاعلون في هذا القطاع، والتي لا تتعلق فقط بالمنافسة المغربية، بل أيضا بضعف المساعدات من الحكومة لمواجهة تداعيات الجفاف، وغيرها من المشاكل الأخرى.
متابعة :
04/02/2024