ودعا بوريطة، خلال ندوة صحفية عقدها اليوم بمقر الوزارة بالرباط، إلى “عدم تضخيم الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي لجنوب إفريقيا”، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة لن تستطيع أبدا التأثير في هذا الملف على اعتبار أن ليس لها “تأثير أو وزن لها في هذا النزاع المفتعل”.
وتابع بوريطة: “جنوب إفريقيا فاعل هامشي في قضية الصحراء المغربية وستبقى كذلك ولا تملك التأثير والفاعلية لتغيير الحقيقة، ولو كانت لها القدرة لتغيير الوضع لفعلت ذلك منذ عشرين سنة”.
وشدد المتحدث على ضرورة عدم منح جنوب إفريقيا أكثر من حجمها، فمنذ عشرين سنة وهي تنحاز للطرح الانفصالي، وخلال هذه المدة سحبت عشرات الدول، من مختلف القارات خاصة بإفريقيا، اعترافها للكيان الوهمي، كما أنها لم تستطع إيقاف أي قرار أممي ولا منع المغرب من الانضمام للاتحاد الإفريقي أو غيرها من المنظمات.
وأضاف بوريطة: “لم نتحدث مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة حول زيارة ميستورا لجنوب إفريقيا لأننا ناقشنا بالأساس سبل إنجاح المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان ذات الدخل المتوسط”، مضيفا أن “المغرب يركز على ثلاث عناصر غير خاضعة للنقاش مع المسؤولين الأمميين، بداية بأطراف النزاع فالأطراف المتنازع عليها لا يمكن المس بهم لأنهم الأطراف المعنية بهذا النزاع ولا يجب إقحام أطراف بعيدة عن الملف”.
وقال إن “المغرب يركز أيضا على آلية الاشتغال لحل النزاع وهي الموائد المستديرة وهي مسؤولة محسومة للمملكة، ثم الحكم الذاتي فهذا المبدأ غير قابل للنقاش أو التفاوض سواء مع الأمين العام أو الأمم المتحدة أو المبعوثين الأمميين فهذا الطرح هو الحل الوحيد لهذا الملف وهذا النزاع المفتعل”.
وختم بريطة بالقول إن “هذه ليست المرة الأولى التي تسير فيها جنوب إفريقيا في هذا الاتجاه، حيث تتخذ مواقف سلبية منذ سنة 2005 تعكس عجزها عن التأثير في محيطها. جنوب إفريقيا لم ولن تنجح في تنفيذ أجندتها، ولا يجب أن نعطيها أكبر من حجمها في هذا الملف”.
وشارك دي ميستورا في اجتماعات مع كبار المسؤولين في جنوب إفريقيا لمناقشة ملف الصحراء المغربية، في زيارة طرحت العديد من التساؤلات حول فحوى وأجندة هذه الزيارة، على اعتبار أن جنوب إفريقيا التي وجهت له الدعوة، ليست طرفا في نزاع الصحراء المغربية، كما أن جنوب إفريقيا معروفة بعدائها الشديد للمملكة المغربية، وتدعم منذ سنوات طويلة مرتزقة البوليساريو ونظام الجنرالات العجزة في الجزائر..